اليكس مابيزيلا هو نموذج لعالم حافلات الاجرة الصغيرة "الميني باص " العاملة في جنوب افريقيا الذي تغيب فيه سلطة القانون .
يقف مابيزيلا أمام صف لسيارات الاجرة بوسط جوهانسبرج بين قائدى حافلات الاجرة الصغيرة الذين يغسلون سياراتهم ووسط بائعى الذرة المشوية الجائلين بقميصه الممزق وهاتفه المحمول الذى يتدلى من حبل يحيط بعنقه.
وتظهر من بين طيات ملابسه تلك العصا الخيزران الشهيرة ذات الرأس المستديرة المدببة التي يستخدمها في مشاجراته مع غيره من قائدى السيارات.
يفسر الامر قائلا " عندما تشرع في الكلام ... فانك تبدأ في الشجار... إن كان معك عصا مثل هذه يمكن أن تستخدمها عند الضرورة لضرب البعض...هناك أسلحة ؟ نعم هناك الكثير من الاسلحة ".
ومن إقليم تشابا في موزمبيق إلى إقليم ماتاتو في كينيا فان السيارة الاجرة الميني باص حمولة 16 راكبا والمملوكة لافراد هي وسيلة النقل الجماعي في منطقة جنوب الصحراء الافريقية فهي تنقل الركاب من بلدة لاخري ومن منطقة لاخرى في ظل غياب خدمات السكك الحديدية والحافلات.
وظهرت سيارات الاجرة الميني باص في جنوب افريقيا ابان فترة التفرقة العنصرية لنقل العمال السود إلى أعمالهم في الشركات والمنازل المملوكة للبيض.
ويزهو أصحاب سيارات الاجرة تلك بانهم كانوا رواد تفعيل سياسة " اقتصاد السود " وهي سياسة تبنتها حكومة ما بعد زوال نظام التفرقة العنصرية لدمج السود في الاقتصاد.
بيد أن لامبالاتهم بقواعد المرور وحكم القانون جعل الجمهور يمقتهم بدلا من أن يقدرهم .
فسيارات الاجرة الميني باص مسئولة عن قسم كبير من حوادث الطرق التي تودي بحياة أكثر من 11 ألف شخص في جنوب أفريقيا كل عام.كما يفقد عدد آخر حياته كل عام في المشاجرات التي تنشب بين سائقي تلك السيارات لاسباب مهنية حيث يهرع الركاب والمشاة مبتعدين للنجاة بحياتهم والويل لمن يسقط .
وفي ظل ضغوط لتقديم خدمة أمنة وأنيقة قبل وصول ما يقدر بأكثر من 350 الف زائر عام 2010 لمشاهدة مباريات كأس العالم فان مدن جنوب افريقيا تعمل على تطوير شبكة النقل بسيارات الاجرة بشكل جذري.
ومع انطلاق أولى المباريات في حزيران / يونيو عام 2010 فان مدن جوهانسبرج وكيب تاون وبريتوريا وبورت اليزابيث بجنوب البلاد تعتزم إدخال مئات الحافلات الجديدة الكبيرة إلي الخدمة مع الزامها بمسارات محددة .
وستقوم على تشغيل هذه السيارات الجديدة الكبيرة شركات كبرى ستتعاقد معها المدن و ستقوم هذه الشركات بالاستعانة ببعض سيارات الميني باص الصغيرة للعمل على الطرق الجانبية وتوصيل الركاب لمحطات الحافلات الكبيرة.
ويخشي مابيزيلا من أن يؤدى استخدام السيارات الكبيرة الى أن يفقد سائقو السيارات الاجرة الصغيرة "المينى باص " أعمالهم .
ومع تصاعد التوتر يهدد أصحاب حافلات الاجرة الصغيرة في جوهانسبرج بإحراق أول محطة للسيارات الجديدة في المدينة.وتأمل الحكومة في التوصل إلى اتفاق مع أصحاب حافلات الاجرة الصغيرة لكن الطريق لا يزال طويلا أمام التوصل الى مثل هذا الاتفاق .