أكد انسحاب هوندا من سباقات فورمولا-1 للسيارات أهمية تقليص النفقات خوفا من انسحاب فرق أو شركات أخرى من الساحة فيما أعلن الاتحاد الدولي لسباقات السيارات (فيا) في الشهر الحالي مسودة تتضمن عدة إجراءات لتقليص النفقات بنسبة تصل إلي نحو 30 بالمئة مقارنة بنفقات البطولة في موسم 2008 .
وفي الوقت الذي سيسجل فيه التاريخ الرياضي لموسم 2008 بأنه الأكثر إثارة سيعرف موسم 2009 بأنه أول موسم يشهد تقليص النفقات في محاولة من منظمي سباقات فورمولا -1 للصمود أمام الأزمة المالية العالمية.
وفي ظل هذه الأوضاع جاء الفوز الدرامي للبريطاني لويس هاميلتون سائق فريق ماكلارين مرسيدس بلقب بطولة العالم (الجائزة الكبرى) لسباق فورمولا-1 للسيارات من خلال السباق الأخير في الموسم ليعلن عن بداية يتوقع الكثيرون ان تجسد مستقبلا مشرقا له مع هذه الرياضة.
وتوج هاميلتون /23 عاما/ بلقب البطولة من خلال فوزه بالمركز الخامس في سباق جائزة البرازيل الكبرى وهو آخر سباقات الموسم المنقضي 2008 ويتوقع الكثيرون أن يكون هذا اللقب بداية لسيطرته على سباقات فورمولا-1 لسنوات طويلة مقبلة.
وتجاوز هاميلتون الألماني تيمو جلوك قبل نهاية السباق البرازيلي مباشرة على مضمار "انترلاجوس" في ساو باولو ليحتل المركز الخامس في السباق ويحرز لقب البطولة بفارق نقطة واحدة فقط أمام البرازيلي فيليبي ماسا سائق فريق فيراري.
ووضع هذا اللقب هاميلتون ضمن سجلات التاريخ حيث أصبح أصغر سائق يتوج بلقب البطولة.
ومع الخبرة والمساندة المالية التي يحظى بها هاميلتون من قبل فريق ماكلارين سيكون السائق البريطاني مرشحا للحفاظ على لقبه في الموسم المقبل 2009 .
ومحا الفوز الذي حققه هاميلتون في ختام موسم 2008 الذكريات السيئة التي عاشها في ختام موسم 2007 عندما أنهى السباق البرازيلي على مضمار انترلاجوس أيضا في المركز السابع ليفقد فرصة الفوز باللقب الذي ذهب لمنافسه الفنلندي كيمي رايكونن سائق فيراري بفارق نقطة واحدة فحسب رغم أن هاميلتون كان على قمة الترتيب العام للبطولة قبل هذا السباق.
وبدأ هاميلتون موسم 2008 بقوة وفاز بالسباق الأول في الموسم وهو سباق جائزة أستراليا الكبرى في ملبورن لكنه ابتعد عن المراكز الثلاثة الأولى في السباقين التاليين حتى عاد إلى منصة التتويج من خلال السابق الرابع بعدما احتل المركز الثالث في سباق جائزة أسبانيا الكبرى في برشلونة.
واتبعه هاميلتون بإحراز المركز الثاني خلف ماسا في سباق جائزة تركيا الكبرى قبل أن يؤكد على رغبته في الفوز بلقب العالم من خلال إحراز المركز الأول في سباق جائزة موناكو الكبرى الذي شهد العديد من حوادث التصادم لينتزع هاميلتون صدارة الترتيب العام للبطولة.
وأظهر البولندي روبرت كوبيكا سائق فريق بي.إم.دبليو ساوبر مدى نجاح فريقه في تضييق الفجوة مع فريقي فيراري وماكلارين مرسيدس في عام 2008 من خلال الفوز بسباق جائزة كندا الكبرى ليتقدم مؤقتا على صدارة الترتيب العام متفوقا على هاميلتون الذي اصطدم بسيارة رايكونن في حادث غريب خلال السباق الكندي ليخرج كلاهما من السباق.
واستعاد ماسا صدارة الترتيب العام للبطولة من خلال الفوز بلقب سباق فرنسا الدولي على مضمار ماجني كور ولكن هاميلتون عاد للصدارة سريعا من خلال الفوز بسباقين متتاليين هما سباق جائزة بريطانيا الكبرى على مضمار سيلفرستون وسباق جائزة ألمانيا الكبرى على مضمار هوكنهايم.
وفي الوقت الذي اعتقد فيه هاميلتون أنه عزز موقعه في صدارة الترتيب العام للبطولة من خلال الفوز بالسباق البلجيكي على مضمار "سبا فرانكورشان" تسبب الخطأ الفني الذي وقع فيه خلال السباق في عقابه بخصم 25 ثانية منه ليذهب لقب السباق على ماسا بينما أحرز هاميلتون المركز الثالث.
وأعلن الألماني سيباستيان فيتل سائق فريق تورو روسو قدرته على منافسة هاميلتون في المستقبل القريب من خلال الفوز بسباق جائزة إيطاليا الكبرى على مضمار مونزا ليصبح أصغر سائق يفوز بأحد سباقات البطولة عبر تاريخ فورمولا-1 .
وربما كانت اللحظة الحاسمة في البطولة خلال موسم 2008 هي الخطأ الذي ارتكبه ماسا في سباق جائزة سنغافورة الكبرى عندما انطلق وأنبوب التزود بالوقود ما زال عالقا وذلك في أول توقف له بالسباق.
واستفاد هاميلتون من هذا الخطأ واحتل المركز الثالث في السباق ليعزز صدارته للترتيب العام للبطولة بفارق سبع نقاط أمام ماسا.
وسيظل هذا السباق أيضا في أذهان عشاق فورمولا-1 بصفته أول سباق يقام في المساء.
ومثلما حدث في موسم 2007 عندما أهدر هاميلتون تقدمه على أقرب منافسيه بفارق 17 نقطة بدا السائق البريطاني وكأنه في الطريق لفقد اللقب مجددا في عام 2008 حيث خرج صفر اليدين من سباق جائزة اليابان الكبرى بدون أي نقاط.
ولكن هاميلتون استعاد الفرصة من خلال الفوز بسباق جائزة الصين الكبرى في شنغهاي قبل أن يحتل المركز الخامس في السباق البرازيلي ليفوز باللقب.
ورغم التوقعات بفوز هاميلتون بلقب العالم في موسم 2009 أيضا كان فوز الفنلندي هايكي كوفالينن زميله في فريق ماكلارين مرسيدس وكوبيكا وفيتل بسباقات أخرى في موسم 2008 وتواجد سائقين من الفرق التسعة الأخرى على منصة التتويج في باقي السباقات باحتلال أحد المراكز الثلاثة الأولى في هذه السباقات مؤشرا على أن المنافسة على لقب العالم أصبح أكثر صعوبة مما كان عليه في عهد أسطورة سباقات فورمولا-1 الألماني مايكل شوماخر الذي سيطر على الرياضة لسنوات طويلة وأحرز اللقب العالمي سبع مرات خلال مسيرته.
ولكن من المؤكد أن فرصة المشجعين ستكون ضعيفة للغاية في مشاهدة سباق نهائي مثير مثل سباق البرازيل في الموسمين الماضيين أو مشاهدة موسم مثير مثل الموسم الماضي الذي يمثل أكثر المواسم إثارة في تاريخ فورمولا-1 .