توج فريق بوسطن سيلتكس بلقب مسابقة دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين من جديد ، بينما أحرزت الولايات المتحدة ذهبية السلة الأولمبية مرة أخرى من خلال دورة الألعاب الأولمبية "بكين 2008" .
ربما استغرق الأمر بعض الوقت ، ولكن عام 2008 كان شاهدا على عودة عالم كرة السلة إلى قواعده الأصلية.
كما شهد هذا العام فوز النجم كوبي برايانت أخيرا بجائزة أفضل لاعب في مسابقة دوري السلة الأمريكي ، وبزوغ نجم أوروبا كمصدر جذب واستقطاب مهم لمواهب مسابقة الدوري الأمريكي إلى جانب توقيع عقوبة على أحد الحكام السابقين بعد إدانته بالتلاعب في نتائج المباريات.
ولكن لا شك في أن كرة السلة في عام 2008 صبغت بألوان الأحمر والأبيض والأزرق للعلم الامريكى، والأخضر الذي يرتديه سيلتكس.
فأكثر فرق دوري كرة السلة الأمريكي للمحترفين نجاحا في تاريخ البطولة ، بوسطن سيلتكس ، أحرز لقبها 16 مرة ولكنه لم يفز بأي ألقاب منذ عام 1986 . ومنذ ذلك الوقت مر سيلتكس بالعديد من المواسم العصيبة التي كان فيها أضحوكة الدوري الأمريكي. وكان أقرب هذه المواسم في عام 2007 ، عندما خسر سيلتكس 58 مباراة بذلك الموسم وبدا فريقا متواضع القدرات.
ولكن هذا الوضع تغير تماما في الموسم الماضي مع استقطاب نجوم سوبر مثل كيفين جارنت وراي ألين للانضمام إلى نجم الفريق الأساسي بول بيرس مما حول سيلتكس إلى إحدى القوى العظمى بدوري السلة الأمريكي من جديد.
وحقق سيلتكس في الموسم الماضي 66 فوزا ، محققا رقما قياسيا جديدا على مستوى مسابقة الدوري الأمريكي وبزيادة 42 فوزا عن انتصاراته بالموسم السابق له. كما واجه سيلتكس منافسة من اطلانتا وكليفلاند في الدور الفاصل بالموسم الماضي قبل ان يصعد للدور النهائى.
وبرغم مواجهته بعض الصعوبات في جولتيه الأوليين بالدور الفاصل عندما اضطر للعب سبع مباريات كاملة أمام أتلانتا هوكس ثم أمام كليفلاند كافالييرز ، فقد تمكن سيلتكس من التأهل لنهائي الاتحاد الشرقي.
ويبدو أن الضغط المبكر في الدور الفاصل قد زاد من صلابة سيلتكس في الأدوار التالية حيث تغلب بسهولة على ديترويت بيستونز في نهائي الاتحاد الشرقي ، ثم على لوس أنجليس ليكرز في نهائي دوري السلة الأمريكي ليحرز بالموسم الماضي لقبه الأول بالبطولة منذ 22 عاما.
كما كان هذا هو اللقب الأول الذي يحرزه النجوم جارنت وألين وبيرس. فقد سبق لثلاثتهم اللعب لفريق النجوم الأمريكي 24 مرة بشكل إجمالي ، ولكنهم لم يلعبوا من قبل على لقب إحدى البطولات ناهيكم عن الفوز بذلك اللقب.
وقال بيرس الذي فاز بلقب أفضل لاعب في نهائي دوري السلة الأمريكي بالموسم الماضي "إنكم تنظرون الآن إلى كيفين وأنا وراي ، فقد ضحينا بالكثير مما حققناه طوال مشاويرنا المهنية من أجل الوصول إلى هذه النقطة لأننا حققنا كل ما يمكن تحقيقه على المستوى الفردي وفزنا بكل أنواع الجوائز ، ولكننا لم نصل إلى قمة الجبل من قبل".
ونال فريق سيلتكس بأكمله عطلة صيفية مستحقة في الوقت الذي شكل فيه 12 من نجوم مسابقة دوري السلة الأمريكي منتخب الولايات المتحدة ، الذي كان أشبه بوحدة عسكرية مهمتها استعادة الذهبية الأولمبية للولايات المتحدة من خلال أولمبياد "بكين 2008".
وكانت الولايات المتحدة قد بدأت في إرسال لاعبي دوري السلة الأمريكي للمحترفين لتمثيلها أولمبيا منذ عام 1992 ، ونجحت من خلالهم في إحراز الذهبية الأولمبية ثلاث مرات متتالية. ولكن كل ذهبية كانت تأتي بصعوبة أكبر مما قبلها ، وجاءت الألفية الجديدة لتشهد حركة جريئة جديدة ، فقد نجح باقي المنافسين بعالم السلة في اللحاق بالولايات المتحدة من حيث المستوى.
فخسر الفريق الأمريكي ثلاث مرات في طريقه لاحتلال المركز الثالث المخيب للآمال في أولمبياد أثينا 2004 مما استدعى إعادة بناء هيكل كرة السلة الأمريكية من جديد. وتولى مالك نادي فينكس صنز السابق جيري كولانجيلو هذه المسئولية ، حيث اتخذ قرارا مثيرا للجدل بتعيين مدرب دوري الجامعات مايك كرزيزيفسكي مدربا للمنتخب الأمريكي للسلة.
وواجه الفريق الأمريكي عقبتين في طريقه إلى ذهبية بكين خاصة عندما مني بهزيمة مفاجئة أمام اليونان في الدور قبل النهائي لبطولة العالم عام 2006 باليابان مما اضطر الفريق الأمريكي للمشاركة في بطولة تأهيلية تابعة للاتحاد الدولي لكرة السلة من أجل التأهل للأولمبياد.
ولكن مع وجود نجوم ملتزمين مثل كوبي برايانت وليبرون جيمس وكريس بول ، ممن قادوا الفريق الأمريكي دون أي أنانية منهم ، لم يتعرض الأمريكيون لآي هزائم أخرى.
وقال كرزيزيفسكي " كان الأمر سهلا .. فكل هؤلاء النجوم التزموا أمام جيري كولانجيلو قبل ثلاثة أعوام وقالوا إنهم يريدون أن يكونوا جزء من فريق".
ولم تكن مباراة الميدالية الذهبية أمام بطلة العالم أسبانيا سهلة بالنسبة للفريق الأمريكي الذي كان متقدما بفارق نقطتين فقط مع تبقي ثماني دقائق كاملة على نهاية المباراة. ولكن التصويبات المتقنة المتتالية للنجم كوبي برايانت التي أكسبته لقب أفضل لاعب بدوري السلة الأمريكي كانت كافية لتأمين الذهبية الأولمبية لبلاده.
وفي الوقت الذي عمل فيه نجوم دوري المحترفين الأمريكي على استعادة مكانتهم الدولية خلال الصيف ، أصبح المهاجم البديل جوش تشايلدريس أول لاعب أمريكي في السنوات الأخيرة يفضل اللعب في أوروبا على دوري المحترفين الأمريكي وهو في بداية مشواره بالملاعب.
ووقع تشايلدريس عقدا يمتد لثلاثة أعوام مقابل 20 مليون دولار مع فريق أولمبياكوس اليوناني ، أي ضعف ما يمكن أن يتقاضاه من أي فريق بدوري السلة الأمريكي. ومع ذلك ، فقد أبدى ديفيد ستيرن رئيس بطولة دوري المحترفين الأمريكي ثقته في أن نجوم البطولة لن يرحلوا إلى أي مكان آخر.
وقال ستيرن "ما نراه في الوقت الراهن لا يعدو كونه شيئا جيدا بالنسبة للاعبين ، متوسطي المستوى أو من هم دون ذلك بقليل".
كما أنهت مسابقة دوري السلة الأمريكي واحدا من أكثر فصولها إحراجا بعد توقيع عقوبة الحبس لمدة 15 شهرا على الحكم السابق تيم دوناجي ، وتم تعيين جنرال سابق في الجيش الأمريكي بالمسابقة لمراقبة برامج الحكام.
ولم يكن هذا الإجراء أكثر من مجرد وسيلة أخرى لإعادة النظام إلى عالم كرة السلة.