بعد أن فرض لاعب التنس السويسري روجيه فيدرر هيمنته على ساحة اللعبة البيضاء لسنوات جاء 2008 ليكون عام "العطلة" بالنسبة له حيث اقتصرت إنجازاته في هذا العام على فوزه بلقب بطولة أمريكا المفتوحة (فلاشينج ميدوز) للمرة الخامسة على التوالى وذهبية زوجي الرجال في منافسات التنس بدورة الالعاب الاولمبية الماضية (بكين 2008) .
وكان 2008 هو أول عام منذ نصف عقد من الزمان يفشل فيه فيدرر /27 عاما/ في إنهاء الموسم على قمة التصنيف العالمي لمحترفي التنس حيث تنازل عن الصدارة إلى منافسه العنيد الاسباني رافاييل نادال قبل خوض أولمبياد بكين مباشرة.
ورغم توقف رصيد فيدرر من ألقاب بطولات "جراند سلام" الاربع الكبرى على مدار مسيرته عند 13 لقبا حيث أحرز لقبا واحدا في عام 2008 لم يفقد اللاعب السويسري الامل في تحطيم الرقم القياسي في عدد ألقاب الجراند سلام التي يحرزها أي لاعب تنس في مسيرته والمسجل باسم الامريكي المعتزل بيت سامبراس برصيد 14 لقبا.
وبينما أعرب البعض عن شكوكهم في إمكانية ابتعاد اللاعب عن الساحة حتى منتصف الموسم المنقضي 2008 بسبب الاصابة المرضية بحمى فى الغدد في كانون أول/ديسمبر الماضي فإنه عاد سريعا مشيرا إلى أن غيابه في نهاية الموسم الماضي كان بسبب عدم قدرته على التدريب بشكل ملائم فى فترة الاعداد.
ويأمل فيدرر الذي فرض سيطرته على ساحة التنس بشكل غير مسبوق لأي لاعب في أن يبدأ الموسم المقبل بشكل أفضل في كانون ثان/يناير المقبل.
وقال فيدرر لدى تنازله عن صدارة التصنيف العالمى للمرة الاولى منذ نحو خمس سنوات قبل مباراة نصف نهائى كأس الاساتذة فى شنغهاي "بالنسبة لي لا يهمني بالفعل أن أحتل المركز الثاني أو الرابع أو الخامس أو الخامس والعشرين في التصنيف العالمي. المهم هو المركز الاول".
وبخلاف لقب فلاشينج ميدوز فاز فيدرر بألقاب ثلاث بطولات أخرى فقط في عام 2008 هي بطولات اشتوريل وهاله وبازل ولكنه تعرض للهزيمة في 15 مباراة على مدار الموسم ليكون أعلى عدد من الهزائم يتعرض له في موسم واحد منذ 2003 .
واستعاد فيدرر قوته الدافعة سريعا بعد الهزيمة أمام نادال في نهائي بطولة إنجلترا المفتوحة (ويمبلدون) ثالث بطولات "جراند سلام" الاربع الكبرى في الموسم المنقضي 2008 ليحرز بعدها مباشرة ذهبية زوجي الرجال في أولمبياد بكين بجوار مواطنه ستانيسلاس فافرينكا.
كما تغلب فيدرر على البريطاني أندي موراي في نهائي بطولة فلاشينج ميدوز ثم فاز بعدها بلقب بطولة بازل للموسم الثالث على التوالي.
وخفت نجم نادال مع نهاية موسم 2008 بسبب إصابته في الركبة لينسحب من بطولة باريس للاساتذة ويغيب بعدها عن بطولة كأس الاساتذة ونهائي كأس ديفيز والذي أظهر فيه المنتخب الاسباني أنه يستطيع حصد الالقاب والتألق بدون نادال أيضا حيث تغلب الفريق على نظيره الأرجنتيني في عقر داره ليحرز اللقب.
وأنهى نادال /22 عاما/ الموسم برصيد ثمانية ألقاب في بطولات الرابطة العالمية للاعبين المحترفين وكان من بينها لقب فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) ثاني بطولات "جراند سلام" الاربع الكبرى حيث فاز بها اللاعب للموسم الرابع على التوالي.
كما فاز نادال في عام 2008 بذهبية فردي الرجال في منافسات التنس بأولمبياد بكين.
وبدأ اللاعب الصربي نوفاك ديوكوفيتش الموسم جيدا وأنهاه بنفس الشكل حيث فاز بأول ألقابه في بطولات الجراند سلام الاربع الكبرى من خلال بطولة أستراليا المفتوحة في مطلع العام ثم فاز بلقب بطولة كأس الاساتذة في شنغهاي مع ختام بطولات الموسم.
ولذلك أنهى ديوكوفيتش الموسم في المركز الثالث بالتصنيف العالمي لمحترفي التني بفارق عشر نقاط فقط خلف فيدرر الذي قال لدى سماعه هذه الانباء "ما زلت قادرا على النوم".
وأعلن الاسكوتلندى موراي المصنف الرابع عالميا والمصنف الاول في بريطانيا عن وجوده بقوة بين الكبار من خلال وصوله لنهائي بطولة فلاشينج ميدوز وفوزه بلقبي بطولتي الاساتذة في سينسيناتي ومدريد.
ويتدرب موراي حاليا بقوة استعدادا للموسم الجديد في عام 2009 حيث يركز في تدريباته بميامي على الجوانب البدنية.
وبعيدا عن الملعب أعرب اللاعبون عن شكواهم من طول فترة الموسم مما أدى إلى الاصابة وكان الامريكي آندي روديك آخر من أعربوا عن شكواهم من الاجهاد.
وواصل مسئولو الرابطة العالمية لمحترفي التنس بحثهم عن بديل للرئيس التنفيذي للرابطة إتيان دي فيلير الذي يستعد للتنحي من منصبه مع نهاية العام الحالي لعدة أسباب منها الشكاوى الكثيرة من الاصابات.
ووجد الجنوب أفريقي دي فيلير نفسه بلا مساندة من فيدرر ونادال وديوكوفيتش حيث أجمع اللاعبون الثلاثة الذين انتخبوا لمجلس اللاعبين بشكل غير مسبوق على الشكوى من طول الموسم أيضا.
وواصلت الرابطة العالمية لمحترفات التنس مشاهدتها للعبة الكراسي الموسيقية على صدارة التصنيف العالمي للمحترفات التي شهدت تناوب أكثر من لاعبة على القمة حتى حسمتها الصربية إيلينا يانكوفيتش لصالحها في تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
ولم تستطع الروسية ماريا شارابوفا المصنفة الاولى على العالم سابقا في دخول المنافسة بعد بطولة ويمبلدون بسبب معاناتها من الاصابة في الكتف رغم أنها كانت المرشحة الاولى منطقيا لاعتلاء صدارة التصنيف في نهاية الموسم الحالي بعد الاعتزال المفاجئ للبلجيكية جوستين هينن /26 عاما/ في أيار/مايو الماضي.
وفي أول مشاركة لها في بطولة قطر المفتوحة في الدوحة فازت الامريكية فينوس وليامز المصنفة الاولى على العالم سابقا والفائزة بلقب ويمبلدون أربع مرات سابقة بلقب بطولة قطر.
وفي المقابل تصدرت شقيقتها الصغرى سيرينا قائمة أكثر لاعبات التنس حصدا للجوائز المالية على مدار الموسم برصيد 59ر3 مليون دولار علما بأنها أنهت الموسم في المركز الثاني بالتصنيف العالمي خلف يانكوفيتش.
وفازت الروسية دينارا سافينا بألقاب أربع بطولات من بين سبع بطولات وصلت فيها للمباراة النهائية وأكدت أنها خطر يهدد يانكوفيتش وسيرينا وغيرهما حيث أنهت الموسم في المركز الثالث بالتصنيف العالمي.
أما الصربية الاخرى أنا إيفانوفيتش الفائزة بلقب بطولة فرنسا المفتوحة (رولان جاروس) فلم تظهر بالشكل المناسب بعد هذا اللقب واكتفت بلقب بطولة صغيرة في أستراليا.
وكانت الشقيقتان سيرينا وفينوس وليامز الوحيدتين في المراكز العشرة الاولى بالتصنيف من خارج لاعبات أوروبا الشرقية علما بأن لاعبات روسيا بمفردهن شغلن خمسة من هذه المراكز.